كتب كريم دسوقي
أحدث الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز جدلاً في وسائل إعلام أميركية نتيجة لضخامة الوفد الذي وصل معه إلى واشنطن أمس الخميس، إذ جاء الملك ومرافقوه الذين يزيدون على 600 شخص على متن أربع طائرات حطت في مطار قاعدة أندروز الجوية.
وكانت تنتظره خارج المطار 10 سيارات مضادة للرصاص جلبها معها، إضافة 400 سيارة فاخرة بسائقيها استأجرتها السفارة السعودية، كما استأجرت فندق فور سيزون الفاخر في منطقة جورج تاون في قلب العاصمة الأميركية بالكامل، ويحوي 222 غرفة، التي يبدأ سعر الليلة في الواحدة منها من 900 دولار.
وسلطت وسائل إعلام أميركية منها صحيفة يو أس تودي الأكثر توزيعاً في البلاد الضوء على البذخ الذي بدا على الملك السعودي خلال الزيارة التي ستستمر يوماً واحداً فقط، إذ من المفترض أن يلتقي عند 11.30 من صباح اليوم بالرئيس باراك أوباما، على أن يحضر الاثنان غداء عمل عند 12.30 ظهراً.
ومن الواضح من خلال زيارات الملك السعودي منذ توليه منصب ولي العهد في يونيو 2011، أنه مولع بالبذخ الذي يصل إلى حد الإسراف في رحلاته الخارجية كما يفعل الجناح السديري في الأسرة الحاكمة الذي ينتمي إليه، وكما كان هو حال شقيقيه الملك الراحل فهد والأمير سلطان الذي توفي في 2011 بعد أن تولى ولاية العهد لمدة ست سنوات ووزارة الدفاع لمدة تجاوزت الخمسين عاماً، وترك خلفه ثروة بلغت 270 مليار دولار على الأقل، وفقاً لسي أن أن.
وكان الملك فهد الذي حكم البلاد بين عامي 1982 و2005، مغرم ببلدة ماربيا الأسبانية، حيث كان يقضي غالبية إجازاته منذ نهاية السبعينات ويملك فيها قصراً ضخماً، وحينما توفي سلطت وسائل إعلام أسبانية وأوربية الضوء على الحزن الذي اعترى سكان هذه البلدة إذا لعب فهد دوراً رئيسياً في تنشيط اقتصاد منطقتهم.
وقدرت وسائل الإعلام هذه أن الملك فهد كان ينفق على مصروفاته هو ومرافقيه الذين يقدر عددهم بالآلاف 37 مليون دولار يومياً، فيما كانت تذهب إلى السعودية طائرة كل 12 ساعة لجلب التموين الغذائي، إضافة إلى أوراق المعاملات في الديوان الملكي. ويختلف الملك الراحل عبدالله (وهو من أم مختلفة) عن هؤلاء الثلاثة ، إذ لم يُعرف بالانفاق ببذخ سواءً في رحلاته الرسمية أو السياحية التي كان يقضيها دائماً في المغرب، حيث يمتلك قصراً في الدار البيضاء.